SUDAN FLYING HIGH OVER THE SKY
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لتواطؤ والتخاذل !

اذهب الى الأسفل

لتواطؤ والتخاذل ! Empty لتواطؤ والتخاذل !

مُساهمة من طرف Admin الأحد يناير 18, 2009 11:14 pm

محمد حامد الحُمْرِي
كُتب في: 2009-01-18

tabidist@yahoo.com

(1)
بعيداً عن التعريفات والتكييفات العلمية لمصطلح "تواطؤ" و"تخاذل" فإنك لو سألت أي مواطنٍ بسيط ، لم يتلق تعليماً عالياً أو يتعاطى الفكر والثقافة بصورة إحترافية عميقة ، لو سألته عن مفهومه لكلمة "تواطؤ" لما تردد كثيراً في الإجابة والإفادة أن الكلمة في أبسط وجوهها ومفهومها ليست إلا تلك العملية الخسيسة القائمة والمرتكزة على بيع الأخ والصديق والحبيب ، مؤسسةً كان أو فرداً ، لصالح عدوٍّ يستهدفه ويعمل على الإضرار به ، بيعه لقاء دراهم معدودات أو ما في حكمها من المناصب الزائلة والمكاسب الزائفة ! والتواطؤ يمكن أن يأخذ الشكل الإيجابي والشكل السلبي ! بمعنى أن المتواطئ يمكن أن يتواطأ إيجابياً عبر المشاركة المباشرة مع العدو وتقديم التسهيلات والمساعدات المادية والمعنوية واللوجستية له ! ويمكن أن يتوطأ سلبياً عبر الإمتناع عن تقديم المعونات والتسهيلات والمساعدات اللوجستية التي يحتاجها المُقاوِم الصديق الحبيب فيكون قد تواطأ ضمنياً مع العدو وخدم خططه !
(2)
وإذا ما جئت من بابٍ آخرٍ ووجهت سؤالاً لذات الشخص عن مفهومه لكلمة "تخاذل" لإجابك بما جوهره وخلاصته التداخل والتشابه والتقاطع الكبير بين كلمتي "تواطؤ" و"تخاذل" ! فالمتخاذل هو في المقام الأول طرف مهتز عقدياً وقيمياً ونفسياً وبالتالي هو قابل للتجنيد والتطويع والشراء ، بل قابل للتعاون والعمل ضد نفسه وأهله وقومه دون أن يفهم أو يحاول أن يفهم لماذا يرض بذلك المقام الوضيع ولماذا يقبل بأداء تلك المهمة القذرة ! والعدو لا يجد صعوبةً في توظيف قدرات وتجيير مواقف المتخاذل لصالح قضيته ومعركته "المصيرية" ضد إخوة وأحبة وأصدقاء ذلك الخائر الخاوي ! والعدو قد يطلب من أولئك "التواطؤ" عبر الوقوف معه بكل ما يملكون ويستطيعون فإن تعذر ذلك وتعثر فعليهم "التواطء" عبر الإمتناع التام عن مساعدة إخوانهم المُعتدى عليهم أو إعانتهم وإسنادهم مادياً ومعنوياً ولوجستياً وسياسياً وديبلوماسياً والإكتفاء بالتفرج عليهم والتلذذ بمشاهد دمائهم وأشلائهم وفجيعتهم !
(3)
تالله وبالله إنها لحقيرةٍ ووضيعةٍ وبائسةٍ ، تلك الأنظمة والحكومات العربية التي لم تُقدِّم لإخوة العقيدة والدم المحاصرين المقصوفين المحروقين في غزة شيئاً ! بل ضنَّت حتى بـ"الشجب الخجول" و"الإدانة المرتجفة" ! تُباً وتعساً لها مِن أنظمةٍ حقيرةٍ وحكوماتٍ تافهةٍ وجمهورياتٍ خاويةٍ وممالك قميئةٍ ومشيخات وضيعةٍ وسلطناتٍ منهزمةٍ ، تتفرج على دماء الشهداء وهي تُهدر وأشلاء الأبرياء وهي تُمزَّق أمام ناظريها وبصائرها الميتة ! يضحكون ويتسامرون ويرقصون ونساء غزة وأطفالها وشبابها تنفرد بهم الخنازير القذرة وسط صمت وتواطؤ من الرخيصين سدنة الدنيا الذين لا ترفّ لهم أجفان حتى وإن حُرقت غزة بمن فيها وما فيها طالما كان ذلك يُحقِّق لهم مجداً ويُوطِّد لهم حكماً ! بئسوا وتعسوا وخابوا ، والتحية لأولئك الشرفاء الذين تمردوا وتحركوا في حدود الممكن والمستطاع ، بارك الله جهودهم وسخرهم وإمكانياتهم وقدراتهم للوقوف بجانب مَن بقى حياً من أهلنا وأحبتنا في غزة .
(4)
عندما نتابع تصريحات الرئيس البشير ونرصد تحركاته ، وعندما نستمع لمثل كلمات وقرارات الرئيس الفنزويلي وثباته ، وعندما نستمع لقرارات الرئيس البوليفي وتعبيراته ، وعندما يطالعنا أمير قطر وهو يئن ويتحسر على التقاعس العربي حتى عن مجرد الإجتماع للتفاكر والتشاور وتقليب الوضع في كلياته ، وعندما نستمع لكلمات الرئيس أحمدي نجاد والرئيس بشار الأسد والشيخ حسن نصر الله والدكتور يوسف القرضاوي والأستاذ عبد البارئ عطوان وغيرهم من النبلاء والشرفاء ، عندما نتابع كل ذلك ونرصده ونستمع إليه تتغشانا بعض نُسيمات الغبطة والفرحة وتصيبنا بعض الطمأنينة ، ويرتفع ثيرمومتر إيمانياتنا ومُنحنى يقيننا بأن النصر متحقق لا محالة ، مهما تضاعف عدد الشهداء والجرحى والضحايا ، لأننا مؤمنون والإيمان هو السلاح الأمضى ، مهما بدت الحلكة وخيَّمت الظلمة فإن النصر آتٍ آتٍ نسأل الله أن يجعلنا من المساهمين فيه بما نستطيع وما أكثر ما نستطيعه لو انتبهنا !
(5)
شكراً لدولة قطر الشقيقة وهي تتبرع بمائتين وخمسين مليوناً من الدولارات تدشيناً لمشروع إعادة تعمير غزة الحبيبة ، ولئن كان الحديث عن إعادة الإعمار مبكراً نسبة لعدم توقف العدوان البربري الهمجي الصهيوني على غزة بعد ، فإن المبادرة تبقى إشارة ذات دلالة على الشهامة والإيجابية والوعي الذي تحتاجه أمتنا قيادة وقاعدة ... اللهم بك نستنصر فانصرنا ، وبك نلوذ فأجرنا ، وبك نستعن فأعنّا ، اللهم عليك بالصهاينة ومن تنازل وتخاذل ومالاهم ووالاهم وتواطأ معهم ... حسبنا الله ونعم الوكيل.
Admin
Admin
Admin

عدد الرسائل : 156
تاريخ التسجيل : 21/01/2008

https://orab.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى