قادمون إن شاء الله للوطن

منظمة العمل العربية تدعو رأس المال العربي للاستثمار في السودان

دكتور لقمان: السودان يمكن أن يسهم في حل مشكلة البطالة في الوطن العربي

عبد العزيز حجازي: يجب توفير حياة كريمة للمواطن العربي ليكون أكثر انتاجاً

القاهرة – ست البنات حسن

دعا الدكتور أحمد لقمان المدير العام لمنظمة العمل العربية الدول العربية ورأس المال العربي للاستثمار في السودان، وقال السيد لقمان أن قيام مشروعات عربية مشتركة مؤسسة في السودان الذي يمتاز بمقومات طبيعية جاذبة للاستثمار لا سيما في المجال الزراعي من شأنها أن تسهم بصورة فاعلة في حل مشكلة البطالة في الوطن العربي. ووصف مدير منظمة العمل العربية مشكلة البطالة والتشغيل بأنها الأكثر أهمية في قائمة القضايا التي تشغل فكر السياسيين، وأنها تشكل محاور أساسية للعمل السياسي. فلا بد لكل مشتغل بالسياسة أن ينشغل بايجاد فرص عمل كريمة لمن يسوس شئونهم. وتشكل البطالة والتشغيل أهم ركائز الأمن القومي العربي باعتبار أن التشغيل هدف أساسي من أهداف التنمية الاقتصادية، لذلك يتم التركيز عليها ويتمحور أكثر النشاط حولها. جاء ذلك لدي مخاطبته المائدة المستديرة التي نظمتها منظمة العمل العربية بالقاهرة برئاسة الدكتور عبد العزيز حجازي رئيس وزراء مصر الأسبق وبمشاركة السفير رشيد حمد الحمد سفير دولة الكويت والسفير حازم خيرت المندوب الدائم لمصر لدي جامعة الدول العربية والدكتور إبراهيم عشماوي مساعد وزير الاستثمار والأستاذ محمد عبد الفتاح رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية والحاج حسين مجاور رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر والمدير العام المساعد بمنظمة العمل العربية. كما شارك فيها نخبة من المختصين الاقتصاديين والأكاديميين والخبراء في المجال الاقتصادي والتنمية البشرية ومجموعة من الإعلاميين.

وذكر لقمان أن المنظمة أقامت سلسلة من الانشطة والمنتديات وعقدت ست موائد مستديرة لمناقشة موضوع البطالة في الوطن العربي في كل من القاهرة ، الخرطوم، تونس، سوريا، الجزائر ، ليبيا، وأعدت برنامجاً متكاملاً للحد من البطالة الذي قدم للقطاع الاقتصادي في جامعة الدول العربية وأخيرا المنتدي العربي للتنمية والتشغيل الذي عقد في الدوحة في نوفمبر الماضي وحضره عدد من وزراء المال والاقتصاد ووزراء العمل بالإضافة إلي رؤساء المنظمات وأصحاب العمل و25 منظمة إقليمية ودولية وصدر إعلان الدوحة الذي يعتبر اكبر تجمع عربي منذ إنشاء منظمة العمل العربية والذي سيقدم في القمة الاقتصادية المقبلة.

وأضاف لقمان أن القمة الاقتصادية التي دعت لها حكومتا مصر والكويت قدمت فرصة مناسبة للنظر في قضايا أمتنا العربية الاقتصادية والاجتماعية. وتأتي هذه القمة بعد ثماني وعشرين عاما من القمة الاقتصادية الأولي. وكانت قمة الرياض قد أقرتها وحددت تحديات رئيسية منها الفقر والبطالة وتدني مستوي المعيشة وهجرة رؤوس الأموال والأدمغة للخارج وعدم تناسب مخرجات التعليم وسوق العمل. وأضاف أن عدد كبير من المنظمات الدولية والإقليمية أكدت علي أن مشكلة البطالة تتفاقم وان أوضاع التشغيل تتأزم وأن هناك حاجة لتوفير 4 ملايين فرصة عمل وذكر لقمان أن آثار البطالة لا تقف عند حدود فقدان الدخل بل تتعداه إلي الشعور يضعف الانتماء والتهميش. وأكد أن تجسير الفجوة بين التنمية الاجتماعية والاقتصادية أمر مطلوب لافتاً إلي أهمية تطوير التعليم والتدريب باعتباره من مقومات التحديث. وطالب بإعادة تنظيم أسواق العمل ومعرفة مؤشراتها موضحا أن القطاع الخاص هو المورد الأكبر لفرص العمل لذلك يجب أن يشجع ويدعم وأن تعطي له أولوية في برامج التنمية لتشغيل الوطنيين وإنجاح برامج توطين الوظائف. وقال أن المنظمات الدولية أقرت تيسير تنقل الأيدي العاملة والعناية بالمهاجرين العرب خارج الوطن العربي وتخفيض البطالة إلي النصف من خلال تعاون عربي واضح وأهمية جودة التعليم الفني والمهني ودعت إلي تطوير ثلاثة مراكز عربية لتطوير المدربين باعتبار أن المدربين الأكفاء هم أساس تخريج عمالة ماهرة. وطالبت بتمويل برامج المنظمة الستة وهي الشبكة العربية لمعلومات، سوق العمل والمرصد العربي للتشغيل والبطالة ودعم برامج توطين الوظائف، وتحسين ادارة العمالة المتنقلة والمؤاءمة بين مخرجات التعليم والتدريب واحتياجات سوق العمل وتشغيل الشباب ودعم قدرات المنشات الصغيرة. وذكر المدير العام لمنظمة العمل العربية أن هناك موضوعات تتطلب قدرا كبيرا من تعاضد الجهود لمعالجتها وتأتي قضية البطالة والتشغيل عل رأس هذه القضايا.

الدكتور عبد العزيز حجازي رئيس وزراء مصر الأسبق قال أن قوة الدولة تقاس بمواردها الطبيعية أوبما تملكه من طاقات بشرية. وتظل الطاقة البشرية بغير جدوي إذا لم تمتلك مقومات معينة تعينها علي العمل والانتاج. وكذلك الموارد الطبيعية تظل مجرد مخزونات بغير استغلال بشري رشيد لها. واستخلاف الانسان في الأرض يحقق ويتحقق بعمارة الأرض ورفاه الانسان والسلام الاجتماعي. والانسان هو القوة الرئيسية التي تحرك بقية مكونات الكون من كافة المخلوقات. ولذلك فهو عماد التنمية وهو المكلف بذلك والمؤهل له. ودعا السيد حجازي لايجاد منهج للتعليم والتنمية والتشغيل في الوطن العربي يوازن بين الاحتياجات والامكانات وعليه يقوم التخطيط للتعليم والتدريب والتشغيل.وتحسر السيد حجازي علي الكوادر البشرية العربية المؤهلة التي تهاجر خارج أوطانها لتعمل في وظائف هامشية في الخارج بسبب سوء التخطيط وضعف المقدرة التشغيلية وغياب الرؤية. ونادي رئيس وزراء مصر الأسبق بضرورة توفير حياة كريمة للانسان العربي حتي يكون قادراً علي العمل والعطاء.وانتقد السيد حجازى الاستخدام غير الرشيد للعمالة الأجنبية في الوطن العربي بصورة أثرت سلباً علي العمالة الوطنية دون الاستفادة الفائدة المرجوة من العمالة الوافدة. وأضاف حجازي أن الوطن العربي يمكن أن يستغني عن أية عمالة أجنبية إذا عمل علي تدريب وتأهيل كوادره المتعلمة.

السيد رشيد حمد الحمد سفير الكويت في مصر والمندوب الدائم لدي جامعة الدول العربية وصف البطالة بأنها مرض يجب أن يبحث له عن تشخيص جيد وعلاج ناجع وقال إن إقامة هذه المنتديات سيكون له اثر طيب عندما تعرض توصياتها علي القمة التي ستعمل على ايجاد الحلول المناسبة لها.ونبه رشيد إلي أن الوطن العربي يشهد أعلي نسبة بطالة في العالم 14% ومن هنا تأتي أهمية بحث موضوع البطالة والتشغيل في الوطن العربي. وأشاد سيادته بتجربة مصر المتمثلة في إنشائها نظام للعمالة. ودعا في ختام حديثه إلي التكامل بين الدول العربية للاستفادة من إمكانات بعضها البعض

السفير حازم خيرت مندوب مصر لدي الجامعة العربية قال إن مصر من الدول التي بدات منذ زمن بعيد في مكافحة البطالة وهناك برامج عمل في هذا الشأن ترفع للقمة العربية. ودعا خيرت منظمة العمل العربية لتبني مشروع التشغيل المتكامل للحد من البطالة في الوطن العربي.

الأستاذ عبد الفتاح المصري رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية طالب بتحقيق حلم منطقة التجارة الحرة العربية في أسرع وقت والهدف بعيد المدي هو تحقيق سوق عربية مشتركة. وأضاف أن مفردات التعليم لابد أن تتوافق مع المعطيات المطلوبة مؤكدا علي ضرورة الاهتمام بالتعليم الفني وتنمية الموارد البشرية التي تعتبر من أهم عناصر التشغيل. الحاج حسين مجاور رئيس اتحاد عمال مصر والمدير العام المساعد لمنظمة العمل العربية طالب بوضع منظومة التنمية حسب احتياجات كل منطقة.ونادي بمساهمة رجال الأعمال ومؤسسات القطاع الخاص في برامج التنمية والتشغيل موضحا أهمية دور القطاع الخاص ودفعه لعملية التنمية. وتحدث مجاور عن المصاعب التي تواجه العمالة العربية وعن سياسة الاتحاد الاوربي تجاه العمالة التي وصفها بالقيود وقال ما نريده في الدول العربية هو تقنين انتقال العمالة واستخدامها بما يخدم مصالح الدول المصدرة لها والمستوردة مشيرا إلي أن سوق العمل العربي ينقصه ضعف التدريب والتأهيل لذلك نطالب الحكومات وأصحاب العمل بزيادة وتحديث مراكز التدريب وفق أحدث ما توصلت اليه التكنولوجيا. وذكر مجاور أن مركز إعداد القادة يعد من المراكز الثلاثة الحديثة التي تعد المدربين إعداداً جيداً. ويقوم المركز بتطوير مناهج التدريب باستيعاب اعداد كبيرة من الدارسين.