عرمان .. باقان .. فتنة لا تنام

احمد الشريف
كُتب في: 2009-01-24


وذهب عرمان للشمال وخط ركبه عند المتأثرين بسد مروي وحسب أنهم سيستقبلونه كفاتح أو ملاك ومنقذاً ولكنهم أشاحوا بوجههم عنه ولم يستقبلوه ،فنار الفتنة خمدت .. والخير الذي هم فيه دفعهم لقفل الباب .. والباب البجيب الريح سدوا وأستريح أوصدوا أبوابهم في الحامداب وامري الجديدة ..خوفاً من رياح الفتنة ودخانها والكتاب عندهم أصبح مكشوفاً لا يحتاج لشرح فقد هضموا الدرس وعرفوا مشربهم فما عادوا إثنى عشر سيطاً بل صاروا رجلاً واحداً .. وقلباً واحداً فالسد الذي قام فإن أخذ هكتارات.... فإنه أعاضهم عنها بأكثر منها وزاد الكيل طرق مسفلتة وخدمات مياه وكهرباء وقرى حديثة ومشاريع وزراعة وحياة جديدة.. أخرجهم من أقبية تاريخ سحيق إلى مدارج حياة جديدة ، فما بين الماضي والحاضر فاصل ... ماضي كالح عليه قترة وحاضر زاهر ومخضر فماذا يريد عرمان ان يقول لهم؟؟ ولماء جاءهم في هذا الوقت بالذات ولم يتبق لإفتتاح السد العظيم إلا أقل من شهر ففي منتصف الشهر القادم سيتم إفتتاح السد هل جاء يبخس لهم عظمة هذا الإنجاز الذي نفذته الإنقاذ.. الشريك لحزب عرمان لا بريدك ولا بحمل براك.. إنه إنجاز إنقاذي دماً ولحماً رضي عرمان ام لم يرض ماذا يريد ان يقول للناس في أمري والحامداب؟؟ يريد ان ينكأ الجراحات التي كانت بفعل اصحاب الأجندة الخفية ام يريد ان يمارس الدجل السياسي والمزايدة ؟ فإن كان فيروس الفتنة عنده لا ينام ويظل نشطاً فإن امري والحمداب جسديهما له مناعة ضد مثل هذا الفيروس .. لذا أوصدا الباب وقد سبق السيف العزل.. فا عاد في الحامداب وأمري .. مكاناً لفتنة تزرع فليمسك عرمان ليمتع عينيه.. بإنجازات اشبه بالخيال صنعتها الإنقاذ لكنه بالطبع لن يذهب ولو ذهب لن يقول خيراً.
وأما باقان الذي ذهبت ريحه وخرج ملوماً محسوراً من مجلس الوزراء نار الحقد المتأججة في داخله لم تسكن ولن تسكن ما وجد فرصة للفتنة.. الا وأهتبلها وما سلك درباً يؤدي الى الفتنة الا وسلكه وهاهو يعود الى غيه ..تدفعه احقاده الدفينة فيطلع .. من بين ثنايا السنة نار الفتنة التي لم تنام في داخله .. بل ظلت صاحية .ومتوثبة..وينادي بدون حياء وخجل وبكل بجاحة يطلب من المؤتمر الوطني.. حكومة الوحدة الوطنية.. التعامل مع المحكمة الجنائية لدولية اي الإعتراف بإدعاءاتها التي تستند الى قانون ولا منطق .. ولا عدل .. خسئت .. يا طالب الفتنة وضعف الطالب والمطلوب.. فلا المؤتمر. ولا الحكومة التي أبعدك عنها.. من يعرفونك .. ويعرفون مآربك لن يسمح لهم الشعب الذي تراص كالبنيان المرصوص.. بالتعامل مع محكمة لا تستند لقانون ولا عقل.. وكيف بهما قبول محكمة.. تريد أن تفتح نيران فتن .. لا تبقى ولا تزر ومخطىء من ظن ان باقان .. يريد إطفاء الفتن لا.. فحركات دارفور.. يمسك بخيوطها وما الفصائل الدارفورية.. الحبيسة في جوبا.. الا كروت ضغط بيد حركة باقان .. وعثمان باونين.. ومؤتمر البجا المرابط.. في جوبا كرت آخر.. لفتنة مؤجلة لنسف سلام الشرق.. وقلبه وقلب عرمان معلقان بالشمال.. والبحث يجري عن ثغرة في اي موقع في الشمال ... كاجبار.. دال.. امري.. المناصير.. لا يهم المكان فالفتنة نار بحاجة الى شوية عويش.. و«من الشرارة يندلع اللهيب» جمله .. من أدبيات الماركسية.. التي تعلمها باقان والرفيق عرمان.. من مدرسة الكادر الشيوعي احب جملة لهما.. لا يهم أن يندلع اللهيب .. حتى لو قضى على السلام.. واتفاقية السلام المهم.. أن تذهب الإنقاذ التي صدت كل مخططاتهم .. حرباً وسلماً وكسرت شوكتهم فلم يبق لها الا منازلتها بحركات تحارب عنهم بالوكالة.. سواء في دارفور اللغم الذي زرعوه والمداد لم يجف.. من التوقيع على نيفاشا وقد اعترف عرمان بأن تمرد درارفور من صنع حركتهم او في الشرق.. او في الشمال وكردفان ... فما أدلى به باقان .. ليس فرقعة إعلامية.. تلفت النظر إليه.. كما يحسب البعض.. انها قناعته وأشواقه بذهاب البشير.. والإنقاذ.... ليخلو له الجو ويفرخ فتن.. ليحقق مراميه.. وأهدافه.. سودان جديد علماني مجرد.. من هوية عربية إسلامية سودان يدار من الغرب تذهب هويته الى مزبلة التاريخ حتى ولو تفكتت اوصاله.. وتوزعته دوائر الغرب.. إقطاعيات وحواكير ليشفي غليله ويرتاح قلبه .. المملوء حقداً وكراهية للشمال وأهله وبالرغم ما لحق الشمال من حقد فإن الشمال.. يفتح قلبه لباقان لا لشيء غير ان الشمال متسامح ويدرك ان جرماً جره الغرب.. على الجنوب.. وحل بغير حارمه العذاب ...ويدرك وبوعي ...أن إعتزار باقان له ..كلمة حق.. أراد بها باقان تمرير شراً مؤجلاً.. فهذا ما كشفته الأيام وكبر مقتاً.. ان تقولوا.. ما لا تفعلون.